خبير قانوني يكشف الوضع القانوني للهلال في قضية لودي ونقطة الضعف التي قد تجعله يخسر كل شيء

خبير قانوني يكشف الوضع القانوني للهلال في قضية لودي
  • آخر تحديث

شهد الوسط الرياضي السعودي خلال الساعات الماضية جدل واسع عقب إعلان اللاعب البرازيلي رينان لودي فسخ عقده بشكل مفاجئ مع نادي الهلال، وهو القرار الذي أثار تساؤلات عدة حول تبعاته القانونية، وموقف النادي من حيث الالتزامات المالية والانضباطية، إضافة إلى انعكاساته على مستقبل الفريق في البطولات المحلية والقارية.

خبير قانوني يكشف الوضع القانوني للهلال في قضية لودي

أكد نادي الهلال عبر بيان رسمي تلقيه خطاب من اللاعب يعلن فيه فسخ التعاقد من طرفه، وهو ما شكل صدمة لإدارة النادي وجماهيره.

وقد علق لودي بأن السبب الرئيس يعود إلى عدم قدرته على المشاركة بانتظام في الدوري السعودي للمحترفين، إذ اقتصرت مشاركته بحسب اللوائح على مباريات محدودة للغاية ضمن دوري أبطال آسيا فقط، وهو ما اعتبره غير مناسب لمسيرته الاحترافية.

الموقف القانوني للهلال

بحسب الخبير القانوني أحمد الشيخي، فإن القضية تتسم بتعقيد كبير نظرا لعدة اعتبارات، أبرزها:

  • الفترة المحمية للعقد: لودي لا يزال في المدة المحمية التي تمنح الأندية حقوق أقوى عند حدوث فسخ من طرف اللاعب.
  • قيمة التعويض المحتمل: مع طول المدة المتبقية في العقد، فإن مبلغ التعويض الذي قد يلزم به اللاعب أو حتى ناديه الجديد إن وجد سيكون ضخم للغاية.
  • العقوبات الرياضية: في حال ثبوت خرق العقد، قد تشمل العقوبات منع اللاعب من التسجيل لفترة معينة، بل وقد تمتد لتشمل النادي إذا ثبت وجود خروقات في الإجراءات.

إشكالية تسجيل اللاعبين الأجانب

أعاد هذا الموقف النقاش مجددا حول مسألة تسجيل الأجانب فوق العدد النظامي، إذ أوضح الشيخي أن السماح بذلك بحجة المشاركة الآسيوية لم يكن يوم ممارسة قانونية راسخة، واستعرض في مداخلته سوابق مماثلة:

  • الاتحاد نجا من قضية مشابهة حين لم يستخدم اللاعب جوتا حقه النظامي.
  • الأهلي تجنب أزمة مع فيرمينو في وضع مماثل.

غير أن الشيخي شدد على أن تجنب العقوبة في هذه الحالات لا يعني أن الممارسة قانونية، محذرًا من أن الهلال قد يكون أول ناد يحاسب على هذا الأمر.

احتمالات التصعيد إلى "فيفا"

أحد أبرز المخاوف التي أثيرت هي إمكانية وصول النزاع إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وهو ما قد يضع الهلال في موقف حرج ويهدده بعقوبات مثل:

  • المنع من تسجيل لاعبين جدد لفترة انتقالية.
  • غرامات مالية باهظة قد تؤثر على ميزانية النادي.
  • إطالة أمد النزاع مما ينعكس على استقرار الفريق.

لكن الشيخي أبدى تفاؤله بأن الأمر سينتهي بتسوية داخلية، مؤكد أن سجل الهلال النظيف في القضايا الدولية قد يكون عامل حاسم في تقليل المخاطر.

انعكاسات على الفريق والبطولات

  • محل: غياب لودي سيؤثر على عمق تشكيلة الهلال في الدوري، خصوصا في ظل المنافسة القوية مع الاتحاد والأهلي والنصر.
  • قاري: الفريق كان يعوّل على خبرة اللاعب في دوري أبطال آسيا، وغيابه قد يقلل من مرونته التكتيكية في الأدوار الحاسمة.
  • معنوي: مثل هذه الأزمات تضع ضغطًا إضافيًا على اللاعبين والإدارة والجهاز الفني، وهو ما قد ينعكس على الأداء داخل الملعب.

دور إدارة الهلال في التعامل مع الأزمة

من المنتظر أن تعمل إدارة الهلال على:

  • احتواء الموقف إعلامي لتقليل أثره على الجماهير.
  • دراسة الخيارات القانونية عبر مستشاريها المتخصصين لحماية حقوق النادي.
  • التفاوض مع اللاعب أو ممثليه لإيجاد صيغة تسوية ترضي الطرفين وتجنب النادي الدخول في نزاع طويل الأمد.
  • البحث عن بدائل فنية لتعويض غياب لودي وضمان استمرارية الأداء على نفس المستوى.

أزمة رينان لودي مع الهلال لا تعد مجرد خلاف تعاقدي، بل تمثل تحدي قانوني ورياضي وإداري يختبر قدرة النادي على التعامل مع المواقف الطارئة.

وبينما يرى البعض أن التسوية الودية هي المخرج الأقرب، يبقى السؤال الأهم: هل ستفتح هذه القضية الباب أمام إعادة النظر في أنظمة تسجيل اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي، أم أنها ستطوى سريعا لتبقى مجرد حادثة فردية في تاريخ "الزعيم"؟