السعودية تعلن عن مشروع تاريخي سيغير نوعية الهواء الذي يتنفسه سكان المملكة

مشروع تاريخي سيغير نوعية الهواء الذي يتنفسه سكان المملكة
  • آخر تحديث

تعمل المملكة العربية السعودية بخطوات مدروسة لترسيخ موقعها الريادي إقليمي في حماية البيئة، حيث تضع نقاء الهواء وجودته ضمن أولوياتها الإستراتيجية.

مشروع تاريخي سيغير نوعية الهواء الذي يتنفسه سكان المملكة

ويعتبر المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي الجهة المسؤولة عن متابعة مستويات الهواء ومكافحة الملوثات التي قد تؤثر على صحة المواطنين أو تهدد استدامة الموارد الطبيعية.

هذه الجهود تأتي منسجمة مع رؤية المملكة 2030 التي تركز على جودة الحياة والتنمية المستدامة.

شبكة وطنية متكاملة لمراقبة الهواء

يعتمد المركز الوطني على منظومة متطورة تضم 240 محطة رصد موزعة بشكل استراتيجي في مختلف أنحاء البلاد.

تعمل هذه المحطات على مدار 24 ساعة لمتابعة مؤشرات جودة الهواء، وجمع البيانات بشكل لحظي يسمح بتحليلها بدقة واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

وتشمل مهام هذه المحطات قياس ستة عناصر أساسية نصت عليها اللوائح التنفيذية، وهي:

  • الجسيمات الدقيقة (PM10 وPM2.5).
  • أكاسيد النيتروجين.
  • الأوزون.
  • أول أكسيد الكربون.
  • ثاني أكسيد الكبريت.

هذه العناصر تمثل أبرز مسببات التلوث عالميا، والمتابعة المستمرة لها تساهم في التقليل من الأمراض التنفسية والقلبية التي تعد من أخطر النتائج الصحية المرتبطة بتلوث الهواء.

تقنيات متقدمة ومعايير عالمية

يعتمد المركز على أحدث أجهزة الرصد والمعايير الدولية لضمان دقة البيانات وسرعة الاستجابة في حال ارتفاع نسب التلوث، هذه البيانات الفورية تمكن الجهات المختصة من اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة مثل التنبيهات الصحية أو تقييد الأنشطة الصناعية المسببة للانبعاثات.

الأبعاد الاقتصادية والسياحية لجودة الهواء

لا يقتصر الاهتمام بجودة الهواء على الجانب الصحي فقط، بل يمتد ليشمل قطاعات رئيسية مثل الاقتصاد والسياحة.

  • خلال مواسم الحج والعمرة، تستقبل مكة المكرمة والمدينة المنورة ملايين الزوار سنويًا، مما يستدعي وجود محطات متقدمة في هذه المناطق الحساسة لضمان بيئة صحية وآمنة للحجاج والمعتمرين.
  • في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة، يساهم تحسين جودة الهواء في تعزيز جاذبية المملكة كوجهة استثمارية وسياحية عالمية، الأمر الذي ينعكس إيجابا على التنمية الاقتصادية.

توزيع استراتيجي يغطي المناطق الأكثر ازدحام

تم وضع خطة توزيع المحطات بناء على دراسات للكثافة السكانية والمناطق الأكثر تعرض للتلوث، هذا التوزيع يمكن من رصد التغيرات البيئية في المناطق الحضرية المزدحمة حيث يزداد خطر الانبعاثات، ما يتيح اتخاذ تدابير وقائية لحماية السكان.

تعزيز الوعي المجتمعي

يدرك المركز الوطني أن التوعية تمثل ركيزة مهمة في نجاح هذه الجهود. لذا يتم نشر مؤشرات جودة الهواء يوميا عبر المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، ليكون الأفراد على اطلاع دائم بمستويات الهواء في مناطقهم، مما يساعدهم على اتخاذ إجراءات احترازية لحماية صحتهم.

ويعد مؤشر جودة الهواء وسيلة فعالة لتبسيط المعلومات البيئية، حيث يقدم للجمهور صورة واضحة عن مستوى التلوث، ويسهل على صناع القرار صياغة سياسات بيئية قائمة على بيانات دقيقة.

ارتباط جودة الهواء برؤية 2030

إن حماية الهواء النقي ليست مجرد قضية صحية، بل هي جزء لا يتجزأ من إستراتيجية التنمية المستدامة التي تتبناها المملكة.

  • رفع جودة الحياة للمواطنين والمقيمين.
  • تعزيز جاذبية المدن السعودية للاستثمار العالمي.
  • المساهمة في الجهود الدولية للحد من تغير المناخ.

التطلعات المستقبلية

أكد المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي عزمه على مواصلة تطوير تقنياته وتوسيع شبكة محطاته لتشمل نطاق أوسع من المناطق، مع التركيز على تقديم حلول مبتكرة لمكافحة التلوث الهوائي.

هذه الجهود تهدف إلى حماية صحة الإنسان، وصون البيئة الطبيعية، وضمان أن ينعم الأجيال القادمة ببيئة نظيفة ومستدامة.