استمطار السحب في السعودية يبشر سكان هذه المدن: الصحراء ستتحول لجنات خضراء في هذا التاريخ

استمطار السحب في السعودية يبشر سكان هذه المدن
  • آخر تحديث

أعلنت المملكة العربية السعودية عن توسعة برنامج استمطار السحب ليشمل مناطق جديدة ضمن خطة وطنية طموحة تهدف إلى زيادة معدلات هطول الأمطار وتحسين الغطاء النباتي في المناطق الصحراوية. 

استمطار السحب في السعودية يبشر سكان هذه المدن

وذلك في إطار مستهدفات رؤية السعودية 2030 الهادفة لتعزيز الأمن المائي وتحقيق الاستدامة البيئية في مختلف مناطق المملكة.

توسعة برنامج الاستمطار الصناعي

أفادت وزارة البيئة والمياه والزراعة، بالتعاون مع المركز الوطني للأرصاد، أن برنامج الاستمطار الصناعي بدأ يدخل مراحل متقدمة من التطبيق بعد نجاح تجاربه في مناطق الرياض والقصيم وحائل، حيث سجلت هذه المناطق ارتفاع ملحوظ في معدلات الأمطار وتحسن في مستوى الرطوبة والتربة.

وأوضح مسؤولو البرنامج أن الخطط الجديدة تشمل استهداف مناطق إضافية مثل المدينة المنورة، وتبوك، والجوف، ومناطق من شرق المملكة، بهدف تحويل المساحات الصحراوية إلى أراضي أكثر خضرة خلال السنوات المقبلة، مع تحديد عام 2026 كبداية للتحولات البيئية الواضحة في بعض هذه المناطق.

كيف تعمل تقنية استمطار السحب؟

يعتمد الاستمطار الصناعي على تقنية متقدمة تقوم على رش جزيئات خاصة داخل السحب القابلة للتكثف باستخدام طائرات مخصصة، لتحفيز عملية هطول الأمطار بطريقة علمية.

وتستخدم في هذه العملية مواد مثل يوديد الفضة وكلوريد الصوديوم، يتم إطلاقها من الجو في ظروف مناخية محددة بدقة.

وبحسب المركز الوطني للأرصاد، فإن هذه التقنية تم اعتمادها وفقا لأفضل الممارسات الدولية، وتهدف إلى زيادة كمية الأمطار بنسبة تصل إلى 20% في بعض المناطق، دون أن تسبب أي آثار سلبية على البيئة أو الصحة العامة، حيث خضعت جميع المواد المستخدمة للمراجعة والتقييم من الجهات المختصة.

المدن المستفيدة من التحول الأخضر

من بين المدن التي ستستفيد من مراحل التوسعة القادمة لبرنامج الاستمطار: العلا، حائل، سكاكا، تبوك، وأجزاء من شمال محافظة الطائف، حيث ستركز الجهود على المناطق الأكثر جفاف والأقل استفادة من الأمطار السنوية.

وتوقعت الوزارة أن يشهد المواطنون والمقيمون في هذه المدن تحسن تدريجي في جودة الهواء وظهور مساحات خضراء جديدة في محيط المدن والطرق السريعة والمناطق الزراعية.

كما تسعى المملكة إلى تعزيز التشجير الطبيعي في هذه المناطق بعد تحفيز الأمطار، ضمن مشروع "السعودية الخضراء" الذي يستهدف زراعة أكثر من 10 مليارات شجرة على المدى الطويل.

أهداف بيئية وتنموية متكاملة

تعد جهود استمطار السحب جزء من رؤية السعودية 2030 الرامية إلى بناء اقتصاد مستدام يراعي التوازن البيئي ويقلل من الاعتماد على مصادر المياه الجوفية.

وتهدف المملكة من خلال هذا البرنامج إلى دعم المزارعين المحليين وتحفيز قطاع الزراعة في المناطق الصحراوية، وتقليل التصحر، وتحسين جودة الحياة في المجتمعات الريفية.

وأشارت الوزارة إلى أن البرنامج يتم تنفيذه بالتنسيق مع فرق فنية سعودية وخبراء دوليين من دول سباقة في هذا المجال مثل الولايات المتحدة والصين، ويتم رصده وتحليله عبر أنظمة مراقبة متقدمة تعمل على تتبع تأثيرات الاستمطار بشكل يومي.

دعت وزارة البيئة والمياه والزراعة السكان إلى التفاعل الإيجابي مع المشروع، وعدم الالتفات إلى الشائعات المغلوطة حول الاستمطار، مؤكدة أن المشروع مدروس بيئي بشكل دقيق، كما حثت المجتمعات المحلية على المشاركة في مبادرات التشجير والمحافظة على الغطاء النباتي الناتج عن هطول الأمطار.

ويتوقع أن تظهر نتائج ملموسة خلال المواسم المطيرة القادمة، على أن تستمر المتابعة الدقيقة للنتائج من خلال تقارير دورية تنشرها الجهات المختصة، مما يجعل هذا البرنامج أحد أبرز المشاريع البيئية الواعدة في تاريخ المملكة.

المصادر