السعودية تغير شروط التبرع بالأعضاء وتلزم المتبرع بأخذ موافقة الورثة في هذه الحالات

السعودية تغير شروط التبرع بالأعضاء وتلزم المتبرع بأخذ موافقة الورثة في هذه الحالات
  • آخر تحديث

أعلنت المملكة العربية السعودية عن تعديل جديد في شروط التبرع بالأعضاء، إذ أصبح من الضروري الحصول على موافقة ذوي المتوفى حتى في حال تسجيل المتبرع رغبته مسبقا عبر بطاقة "التبرع بالأعضاء" في تطبيق "توكلنا".

السعودية تغير شروط التبرع بالأعضاء وتلزم المتبرع بأخذ موافقة الورثة في هذه الحالات

جاء هذا التوضيح عبر تصريحات أدلى بها أحمد الجعفري، مدير التبرع بالمركز السعودي للتبرع بالأعضاء، في مقابلة صحفية حديثة، بهدف تصحيح المفاهيم الشائعة وضمان توافق الإجراءات مع القيم الدينية والاجتماعية السائدة في المملكة 

لطالما شكل التبرع بالأعضاء بعد الوفاة موضوع حساس، يجمع بين الاعتبارات الشرعية، الأخلاقية، والقانونية. في المملكة، يمكن للأفراد تسجيل رغبتهم في التبرع عبر منصات رسمية مثل تطبيق "توكلنا"، الذي يوفر بطاقة إلكترونية تؤكد الموقف من التبرع بعد الوفاة.

إلا أن التصريح الأخير من الجعفري يوضح أن التسجيل الإلكتروني وحده لا يكفي، بل يجب استكمال الموافقة بعلامة واضحة ومباشرة من ذوي المتوفى لضمان مشروعية التبرع وموافقته العائلية 

هذا التعديل يعكس حرص الجهات المعنية على تعزيز ثقة المجتمع في منظومة التبرع، وتأكيد احترام القيم الأسرية، التي تعد جزء أساسي من البيئة الاجتماعية السعودية.

حقوق المتبرع وسلطات ذوي المتوفى

  • أولوية احترام إرادة المتبرع: يعد التبرع بالأعضاء من أسمى المبادرات الإنسانية، ويشيد به على الصعيدين الديني والإنساني.
  • ضرورة موافقة ذوي المتوفى: رغم أن المتبرع سجل رغبته مسبقا، يجب أن يحصل على موافقة واضحة من الورثة لإتمام التبرع، ما يعزز دور الأسرة في مثل هذه القرارات الحساسة.
  • دور المنصة الرسمية: تطبيق "توكلنا" يوفر آلية سهلة لتسجيل الرغبات، لكنه لا يستبدل الدور الاجتماعي والقانوني للعائلة في ضوء الحالة الفعلية بعد الوفاة 
  • حقوق الأفراد vs المصلحة العامة: يسهم التبرع في إنقاذ حياة مئات المرضى المحتاجين، لكن لا يمكن اختزال القرار إلى رغبة فردية فقط دون مراعاة السياقات الأسرية.
  • الشفافية والثقة المجتمعية: هذه الخطوة تعزز من عملية التبرع وتضمن عدم وقوع إساءة استخدام للمنصة الإلكترونية أو التضحية بالأخلاقيات المجتمعية.
  • التوافق مع أنظمة المملكة: تبرعات الأعضاء في السعودية تنظمها مجموعة من القوانين والسياسات الصحية الصادرة عن الجهات المختصة (وزارة الصحة، وغيرها)، بما في ذلك الحاجة إلى موافقة الأسرة فعليا.

يتيح تطبيق "توكلنا"، والذي يستخدمه ملايين السعوديين، إمكانية إصدار بطاقة إلكترونية تدون فيها رغبة المستخدم في التبرع بأعضائه بعد الوفاة.

ومع ذلك، تؤكد التعديلات الجديدة أن هذه الرغبة لا تعفي من الحصول على موافقة الأسرة حين يعبر المتوفى عن الحاجة لاستئصال الأعضاء.

وتستند هذه السياسة إلى ثقافة اجتماعية عميقة تقوم على أهمية استئذان العائلة في مثل هذه القرارات، بالإضافة إلى الاعتبارات الشرعية.

متطلبات جديدة في نطاق التبرع

  • الرغبة الإلكترونية: تعد خطوة أولى مهمة، إذ تسجل إرادة الشخص تجاه التبرع أثناء حياته.
  • موافقة الأسرة: تعتبر ركيزة أساسية بعد الوفاة؛ إذ لا يمكن للمؤسسات الطبية استخلاص الأعضاء من المتوفى تلقائيا.
  • الإجراءات الطبية: يجب أن تدمج آليتي التسجيل الإلكتروني والشرعي معا لضمان توافق العملية مع القوانين والنظم الصحية.

تداعيات اجتماعية وقانونية

ترسيخ احترام الأسرة في القرارات الحاسمة يعزز الثقة بالمنظومة الصحية، ويقلل من المخاوف حول التلاعب أو اتخاذ قرارات دون علم أو موافقة الأسرة.

كما يعكس أثر هذه السياسة في ترسيخ القيم المجتمعية والثقافية، وبخاصة ما يتعلق بحق الأسرة في اتخاذ قرارات بالنيابة عن المتوفى.

في السياق الشرعي، يشدد الخبراء على أن التبرع بالأعضاء جائز، شريطة ألا يخل بحقوق المتبرع أو ذويه، وألا يسبب ضرر مادي أو معنوي.

وتأتي هذه الموافقة الرسمية الإضافية كطبقة تصديق إضافية على ما هو موثق إلكترونيا، ما يدعم الالتزام بالدينية والإنساني